عابر الصحراء وقصته العجيبه
بعد طول غياب ظهر على مهرته السحابيه, وقد اشرق وجهه ,
واكتسى بنفيس الثياب وتراقصت عيناه بفرح, فازدات حيرتى فلم اعهد صديقى ابداً
على هذا الحال وقد اتكئ فى اختيال على جدار بيتنا الفقير يحكى لى ما حدث له
فى الفترة الأخيرة ,. حكى عن مدينة عجيبة فى قلب الصحراء التى يعشقها ويجوب ارجائها
مدينة ترابها من ياقوت وصخرها من ذهب وماؤها سحر وهوائها مسك وقد ظن
أنه وقع على عل كنزه الأسطورى الذى يمضى حياته يجوب الفضاء بحثاً عنه ,
فترك مهرة السحاب وجاب شوارع مدينته المترفه, يفرك عينيه انبهاراً
ولكن دهشته كانت عارمة وفزعه شديد وهو يرقب رقة حال اهلها وفقرهم المدفع
تارة وجوههم المذعورة من مجرد الهمس تارة أخرى , حتى تحدث طفل صغير بصوت البراءة عن حاكم يسكن قصر مخيف وحديقة اشجار سوداء شوكية تتوسطها بحيرة كبيرة تسكنها تماسيح الوغى الشبيحة , ثم همس فى أذنى:-
وهناك فى قلب القصر الأسود تقبع مفرمة ضخمة للبشر صنعها رجال الحاكم, وأنها دارت على جسد ابيه ذات ليلة .. وقد اطعم الحاكم لحمه لكلاب السوء التى تحرس القصر المرعب و قبل أن يكمل الصغير بجسده الضئيل المرتعش بقية الحكاية... لطمه أحدهم بقسوة ثم أحتواه بين ذراعيه ونظر لى بحدة ...اخذه واختبئ فى جحره الأثير وتبعه الآخرون فى جحورهم ينظرون لى بعيون وجله وانفاس متقطعة ..وقد صار الخوف جزءاً من تراثهم
صرخت فيهم جبناء...ولم يحرك هذا شيئاً فيهم..بل اداروا ظهورهم لتسد فتحات الجحور والقبور العارمة
واغاظنى هوانهم ورفعت إصبعاً فى الهواء ورسمت علامة لا
وأرتعشت المدينة فى ذهول وطار الخبر الى قصر الحاكم عبر كلاب السوء التى تنصت فى خبث
وكنت اتوقع أن يكون مصيرى المفرمة المرعبة ولم ابالى
ولكن ساكنى الجحور والقبور وقد هزهم زلزال ال" لا" قليلاً.. اخفونى من بيت لبيت ومن زقاق لزقاق ومن شارع لشارع ومن زنقة لزنقة ومن حارة لحارة
ودارت المفرمة على اجساد الكثير وهم يحافظون على كالكنز الثمين حتى تاقت نفسى للموت خجلاً من هؤلاء الضعفاء الكرماء
ثم أردف هو يغمض عينيه فى نشوة الاحداث
ثم نسى الحاكم أمرى فى غمرة انشغاله الجنونى بألة أخرى اكثر شراية ...تمتص الدماء من البشر
وقد ازداد طغيانه وكدت ارسم لا مرة أخرى لكنى جبنت وتذكرت المفرمة التى اغتالت الابرياء
وحينما يئست , قررت الرحيل الا أن السحاب اختفى وهرب خوفاً من الاختناق
فقبعت فى جحرى الاثير أرقب جنون الحاكم وقد أعلن نفسه رباً للمدينة وارتوت
اشجار حديقته السوداء بالدماء الفتيه التى امتصتها ألته الجديدة لبعض من الشباب الذىن كانوا يحكون قصة ال لا بحماسة
وفجأة وسط هذا الزخم الفاسد صرخت أمراة فانية عجوز ورسمت علامة لا
فاقتنصها الحاكم الماكر بنفسه وفرم لحمها وامتص دمائها ليروى حديقته الشيطانية
التى المتعت اغصانها وتقوصت اشواكها كمخالب شرسة واستعدت لقنص كل من تسول له نفسه ان يرفع اصبعا فى الهواء
وفى نهار عادى من تللك النهارات المملة لا صيفية ولا شتوية لا أشجار تتحرك
ولا المياه تتماوج ولا صوت يهمس وكأن الزمن توقف هناك
فاذا بالسماء تربد وتظلم وتغضب وتبرق وتعصف وتتساقط سيول من الامطار
الحمراء القانية تارة والحمراء الفاتحة تارة اخرى يجمع بينها السخونة والحدة
وشهقات الالم الأخيرللأبرياء قبل المفرمة ...وقد لطمت الامطار الغاضبة قصر
الحاكم ورسمت فوقه علامة لا حمراء نارية تتراقص فى جنون العاصفة
وتساقط االمطر غزيرا عزيزا على على وجوه الناس
وكان لقاء حميم بين الموتى والاحياء وتعرف كل اب وام واخ على دماء حبيبه
وفقيده وقد اضناهم ألم الفراق وبشاعة النهاية فارتفعت اصابع اليد العشر للشعب كله
صوب القصر الجهنمى بينما خفتت صوت مفرمة البشر الى الصفر, وتساقطت
كلاب السوء و السم يربد من بين انيابها جراء لعق الدماء الثائرة الحارة
وانسعرت الاشجار المفترسة والتهمت تماسيح الوغى الشبيحة ثم رقبت فى سكون
حاكمها يلوذ بحديقته الشيطانية ...فتكالبت عليه الاشجار الجامحة
وتقلصت حوله..تحورت لأبدان سوداء شائهة واوراق حادة كالسيوف غرست فى جسد الظالم ..حتى اذاا ابصرته امتزج بها ولم يبق من بين الفروع الشائكة السوداء الحالكة سوى عينان شلهم الفزع والذهول وتقلصت حديقته كلها حول جسده فى مساحة ضئيلة مكان قصره المندثر..ابقاها الاحرار لذكرى
وقد صنع احدهم للسخرية عى احد جوانبها
مبولة...وفى الجانب الاخر مبصقة
هتفت فى ذهول:-
يا له من انتقام شعبا من حاكمه
لكن عابر الصحراء لكزنى قبل ان يعاود الرحيل ويغوص فى احضان السحاب الفضى لمدينة اخرى عبر القارة المصمتة وصوته يدوى خلفه:-
إنهم يستحقون!!!!!!!!!!!
إنهم يستحقون!!!!!!!!!!!